في عالم تقوده التكنولوجيا الرقمية بشكل متزايد، أصبح كل شيء تقريباً تحكمه هذه التكنولوجيا، فأصبحنا نتعامل مع البنوك عبر الإنترنت، ونتسوق عبر الإنترنت، ونعمل عبر الانترنت، ونخزن الصور ونشاركها عبر الإنترنت، ونطلع على الأخبار عبر الإنترنت، وغير ذلك الكثير… ومن هنا ظهر مصطلح ” ادارة المشاريع الرقمية “.
ما هي ادارة المشاريع الرقمية ؟
تُعرَّف ادارة المشاريع الرقمية بأنها استخدام الأدوات الرقمية لزيادة المعرفة والمهارات والتقنيات لإنجاز أنشطة المشروع على المنصات الرقمية وتحقيق أهداف المشروع.
وبمعنى آخر هي عملية تنظيم وتنفيذ المشاريع بأدوات رقمية، وهذا يعني الجمع بين الشركات وأصحاب المصلحة والمطورين والمسوقين ومندوبي المبيعات وكُـتّـاب المحتوى وغيرهم من الموظفين المعنيين للعمل معًا، بالإضافة إلى ذلك، يتعاونون باستخدام الحلول البرمجية لإنهاء مهام ضمن ميزانية وجدول زمني معين.
قبل سنوات، لم يكن دور مدير المشروع الرقمي موجودًا بشكل أو بآخر في السوق السعودي، وكان الأشخاص ينفذون المهام تحت عناوين مختلفة، مثل مديري الحسابات أو مؤسسي الوكالات أو المصممين أو المطورين أو المسوقين الرقميين.
ومع تزايد الحاجة إلى محتوى رقمي عالي الجودة، بدأ مصطلح “مدير المشروع الرقمي” في الظهور، وفي عام 2013، استضافت Happy Cog أول قمة سنوية لإدارة المشاريع الرقمية، وكان المؤتمر الأول للأشخاص الذين يديرون المشاريع الرقمية في الولايات المتحدة. ثم تبعها مؤتمرات مماثلة في بلدان أخرى، حضر القمة الافتتاحية 150 شخصًا، وبعد خمس سنوات فقط، حضر المؤتمر نفسه أكثر من 300 شخص، وهذا دليل على تطور الأداء والطلب لإدارة المشاريع الرقمية.
تتمحور ادارة المشاريع الرقمية حول إنجاز المهام في العالم الرقمي، وبعض الأمثلة على المشاريع الرقمية الواقعية هي:
- تطوير البرمجيات وتطبيقات الأجهزة المحمولة
- تصميم وتطوير الموقع الإلكتروني
- تصميمات UI / UX
- تحسين معدل التحويل
- حملات التسويق الرقمي
- تحليل الأعمال
- الإستراتيجية الرقمية
- التصميم وكتابة المحتوى
الفرق بين ادارة المشاريع الرقمية وإدارة مشاريع تكنولوجيا المعلومات:
تُعرّف إدارة مشروع تكنولوجيا المعلومات على أنها “عملية التخطيط والتنظيم وتحديد المسؤولية لإكمال أهداف تقنية المعلومات (IT) الخاصة بالمؤسسة”، يمكن استخدام برامج إدارة المشاريع الرقمية لإدارة مشاريع تكنولوجيا المعلومات، ولكنها أيضًا ذات قيمة بالنسبة للمهام الأقل تقنية مثل إنشاء المحتوى وترويج المنتجات وغيرها.
مكونات عملية إدارة المشروع الرقمي:
- تحديد نطاق المشروع
- تخطيط المشروع لتحقيق الأهداف
- إدارة الأشخاص والميزانيات والأدوات والجداول الزمنية للمشروع
- تقييم المخاطر والخروج بخيارات بديلة
- الحفاظ على الموارد وإدارتها وتفويضها بشكل فعال
- التأكد من أن المشروع يلبي توقعات العميل
سيكون أداء كل هذه المهام يدوياً عبئاً كبيراً، لهذا السبب يستخدم مديرو المشاريع الرقمية التكنولوجيا لمساعدتهم خلال كل مرحلة من هذه المراحل.
الأدوات التي يستخدمها مديرو المشاريع الرقمية
تتضمن بعض الأدوات الشائعة التي يستخدمها مديرو المشاريع الرقمية، برامج إدارة المشاريع، والأدوات الذكية، وبرامج التخطيط، وحلول تحليلات البيانات، وغيرها.
ما هي المهارات اللازمة لتصبح مدير مشروع رقمي؟
يلعب مدير المشروع الرقمي دورًا مهمًا للغاية عند تطوير المشاريع الرقمية، ويوصف بأنه “الشخص الذي يرتدي العديد من القبعات المختلفة في يوم واحد”، يشغل دور مدير المشروع، ومدير الحساب، والاستراتيجي الرقمي، ومحلل الأعمال، ومدير المبيعات، ومستشار تحسين محركات البحث، وأخصائي الجودة.. ويهتم معظمهم بالتصوير الجيد ويمكنهم أيضاً التحدث عن كود HTML مع المطورين.
كما يتواصل مدير المشروع الرقمي مع أصحاب المصلحة والعملاء وأعضاء الفريق في المشروع، ويعمل الأشخاص الذين لهم هذا الدور كمخططين واستراتيجيين ومحللين وقادة وميسرين ومتصلين.
بعض المهارات الإضافية ضرورية لمدير المشروع العادي ليصبح مدير مشروع رقمي، ولكنها ليست مختلفة أو مُعقدة، إذا كنت مديراً جيداً وملمًا بالكمبيوتر، فيمكنك أن تصبح مدير مشروع رقمي جيد.
فيما يلي بعض المهارات اللازمة لتصبح مؤهلاً لإدارة المشاريع الرقمية:
-
المهارات الفنية
يعتمد مستوى المهارة الفنية المطلوبة لمشروعك على نوع المنتج الذي تنتجه؛ بالنسبة لتسويق المحتوى فأنت بحاجة إلى كمية أقل من المهارات الفنية، وفي حالة المحتوى التسويقي المرئي المتعلق بتحرير الصور والفيديو، تحتاج إلى كم أكبر من المهارات، ولتطوير التطبيقات يجب أن تتطور فنيا بشكل أكبر وهكذا.
حاول ألا تتطلب منك منصة إدارة المشروع الخاصة بك تعلم عدد كبير من المهارات التقنية، هناك مجموعة متنوعة من أدوات إدارة المشاريع الرقمية التي تتطلب مستويات مختلفة من القدرة التقنية للمستخدم، تأكد من اختيار أدوات تناسب مستوى المعرفة لديك ولدى فريقك.
-
مهارات الاتصال
كما هو الحال مع أي مجال من مجالات الحياة والعمل، فإن التواصل في إدارة المشروع هو أمر مهم للغاية، وأيضاً هناك العديد من المزايا للاتصال الرقمي: فهو سريع وقليل التكلفة، ولا يتعين عليك التنقل والتواجد في نفس المكان لإجراء مناقشة أو عمل اجتماع، ومن السهل تخزين وتوثيق المراسلات والاجتماعات للرجوع إليها في المستقبل.
وفقًا لمدير مشروع رقمي، 90٪ من جدول مدير المشروع مخصص للاتصال، العديد من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات والاجتماعات، علاوة على ذلك، يتعين على مديري المشاريع فهم أي شكل من أشكال الاتصال يناسب شخصية واحتياجات كل عضو في الفريق، لذلك يجب على مدير المشروع الرقمي صقل مهارات الاتصال لديه، بسبب ضعف التواصل الصوتي والبصري أحيانا وعدم القدرة على نقل المعلومة بالشكل الصحيح كتابة، لذلك يجب الكتابة بوضوح، والشمولية عند إعطاء التعليمات، يجب أيضًا تطوير علاقة قوية مع أعضاء الفريق، وتعلم “القراءة بين السطور” لاكتشاف ما إذا كان هناك خطأ ما، ووضع خطط واضحة لكيفية تواصل الموظفين مع بعضهم البعض ومع العملاء.
-
التفكير النقدي وتحليل البيانات
تعتبر مهارات التفكير النقدي ضرورية لتفسير وربط المعلومات من أعضاء الفريق وأصحاب المصلحة والخبراء الذين يمكنهم المساهمة في نجاح مشروعك، يجب على مدير المشروع الرقمي جمع البيانات بناءً على مؤشرات الأداء الرئيسية المحددة بعناية وتحليل تلك البيانات لقياس تقدم المشروع، يجب عليه أيضاً أن ينظر إلى ما وراء الأرقام للنظر في الأسباب والآثار ولتوقع التحديات والحلول المحتملة.
-
استخدام منهجيات إدارة المشروع
هناك عدد من منهجيات إدارة المشاريع التي يمكن تطبيقها بفعالية على إدارة المشاريع الرقمية، الأمر متروك لك لتحديد المنهجية أو مجموعة المنهجيات التي تناسب احتياجات مشروعك وفريقك.
-
القيادة والعمل بروح الفريق
القيادة الصحيحة هي معرفة كيفية دعم وتمكين أعضاء الفريق، واحترامهم والاهتمام بهم، لأن المشروع يتطلب الاستفادة من كل المهارات المتاحة، القادة هم الأشخاص الذين المسئولون عن الحصول على المعلومات ووضع الخطط، القادة حازمون لكنهم محبوبون، يقودون الآخرين عن طريق القدوة، ويقدرون الزملاء الآخرين، ويوفرون ثقافة إيجابية عند الضغوط والتحديات.
الخلاصة
إن ادارة المشاريع الرقمية لم تعد رفاهية كما كانت قبل سنوات، أصبحت ضرورة ملحة لجميع أصحاب الأعمال أيا كانت مجالاتها، خصوصاً في ظل التطور المرعب في التقنيات الحديثة ووصول هذه التقنيات إلى كل بيت ومؤسسة وشركة، كما أنها أثبتت بشكل قاطع أنها الأكثر تأثيراًً وفعالية ووصولا للجمهور المستهدف، في المقابل هي الأقل جهداً وتكلفة على أصحاب الأعمال، إضافة إلى أنه يمكنها تنفيذ المهام المحددة في موعدها المحدد وبشكل مميز في أي وقت ومن أي مكان في العالم.